
الملتقى المهدوي ” الجلسة الحادية والعشرون” – منسقية الشطرة
عقد المشروع الثقافي لشباب العراق منسقية شمال ذي قار / الشطرة جلسته الحادية والعشرين بتاريخ (2025/1/10) على قاعة مركز الشهيد محمد باقر الصدر الثقافي، وقد حملت عنوان ” الفرج فرج المؤمنين ” ألقاها سماحة السيد جعفر المروج -دامت توفيقاته-.
استُهلت الجلسة بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها القارئ مسلم جبر الهلالي، ثم زيارة آل ياسين بصوت الأخ حيدر محمد، ثم بدأ سماحة السيد جعفر المروج الجلسة حيث تناول محاور متعددة تتعلق بأهمية الإكثار من الدعاء لتعجيل الفرج ودور هذه العبادة في حياة المؤمنين المنتظرين.
استعرض توصية الإمام المهدي (عجل الله فرجه) الواردة عبر السفير الثاني محمد بن عثمان رضوان الله عليه ، والتي دعا فيها إلى (الإكثار من الدعاء بتعجيل الفرج، فإن ذلك فرجكم).
ركّز سماحته على جماليات التعبير في هذه التوصية، إذ أن هذا النوع من العبارات يُضفي معانيَ عميقة تلهم المؤمنين.
وتطرق سماحته إلى مفهوم “انتظار الفرج”، مشيرًا إلى قول الإمام زين العابدين (عليه السلام): “انتظار الفرج من أعظم الفرج”، مبينًا أن من يعيش انتظار الفرج يكون في حالة من الفرج الروحي والمعنوي تفوق من يعيش أيام الفرج نفسها.
وأكد أهمية تحقيق صفات المنتظرين الحقيقيين التي حددها أهل البيت (عليهم السلام)، وهي الإقرار بإمامة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) والانتظار الفعلي لظهوره.
وأضاف سماحته أن الانتظار ليس حالة سلبية أو مجرد دعوى، بل هو موقف عملي يتطلب من المؤمن المنتظر أن يثبت في سلوكه الإحساس بالمسؤولية تجاه القضايا الكبرى و يتجلى هذا من خلال الإكثار من الدعاء بتعجيل الفرج، والذي يعكس وعيًا بأهمية الإمام في حياة الأمة.
واستعرض سماحته ثلاثة أمثلة للحالات التي تعبر عن الانتظار: انتظار المريض للشفاء، وانتظار التاجر لانتعاش السوق، وانتظار الوالد لعودة ابنه المسافر.
وأكد أن هذه الحالات تشترك في ثلاثة عناصر أساسية: الإحساس بالمشكلة، الترقب للفرج، والعمل المستمر لتحقيق الحل. وشدد على ضرورة أن يتحلى المؤمن بهذه العناصر ليكون من المنتظرين الحقيقيين للإمام المهدي (عجل الله فرجه).
كما بيّن سماحته أن الدعاء لتعجيل الفرج ليس فقط دعاءً للإمام (عجل الله فرجه)، بل هو فرج للمؤمنين أنفسهم، مشيرًا إلى قول الإمام الرضا (عليه السلام) لمعمر بن خلاد : “ذاك فرجكم أنتم”.
وأوضح أن الدعاء لا بد أن يكون نابعا من ارتباط عاطفي وروحي بالإمام، مؤكدًا على أهمية تحقيق شروط استجابة الدعاء، من الإلحاح في الطلب إلى اختيار الزمان والمكان المناسبين.
واختتم سماحته المحاضرة بتوجيه دعوة للحاضرين للتمعن في مفهوم الانتظار والعمل على تحقيق شروطه، مشددًا على أن الانتظار الحقيقي هو الذي يجعل المؤمن عنصرًا فاعلًا في مجتمعه ومسهمًا في تعجيل ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه).
وفي الختام أجاب سماحته عن أسئلة الحضور.






